responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 261
البلاد في دفع هذا العدو القوى
وبعد ما تشاوروا وتأملوا كثيرا في امره ودفعه فاستقر رأيهم واتفق حكمهم الى ان قالُوا مخاطبين لفرعون أَرْجِهْ وَأَخاهُ اى أخر وسوف قتلهما لئلا يظهر عجزك عنهما ولا يختل امر ربوبيتك وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ التي قد اشتهر السحر والسحرة فيها شرطاء حاشِرِينَ جامعين من فيها من السحرة
وبعد جمعهم يَأْتُوكَ ويحضروا عندك بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ ماهر حاذق في هذا العلم ليتمكنوا على مغالبتها فأرسلهم فرعون فحشروا وانتخبوا من السحرة
وَجاءَ السَّحَرَةُ المنتخبة فِرْعَوْنَ متظاهرين بطرين جازمين على غلبتهما لذلك سألوا أولا من الجعل حيث قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ وهم وان كانوا جازمين في أنفسهم الغلبة أتوا بان المفيدة للشك للمبالغة في طلب الجعل
قالَ فرعون نَعَمْ ان لكم اجرا كثيرا وَمع ذلك إِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ عندي الحاضرين في مجلسي المصاحبين معى دائما انما قال ما قال تحريضا لهم وترغيبا وبعد ما تقرر عندهم وفي نفوسهم الغلبة وسمعوا منه ما سمعوا من الانعام والتقرب
قالُوا اى السحرة يا مُوسى نادوه استحقارا له واستهزاء معه وتسفيها إياه كيف اقدم مع ضعفه ورثاثة حاله في مقابلتهم إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ أنت أولا ما جئت به وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ما جئنا به فلك الخيار والاختيار إذ كلاهما عند ناسيان
قالَ موسى بالهام الله له بل أَلْقُوا ما جئتم لإلقائه ايها الساحرون المبطلون فَلَمَّا أَلْقَوْا اى أرادوا الإلقاء سَحَرُوا أولا أَعْيُنَ النَّاسِ حتى لا يتخيلوا انها امور غير مطابقة للواقع بل اعتقدوا مطابقتها وَاسْتَرْهَبُوهُمْ اى بنى إسرائيل المنتظرين لغلبة موسى ليخلصوا من يد العدو ارهابا شديدا إذا القوا حبالهم حبالا غلاظا وخشبا طوالا وصار الكل حيات متراكمة متراكبة بعضها فوق بعض وَبالجملة قد جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ متناه فيه مبالغ أقصى غايته
وَبعد ما جاءوا بسحرهم العظيم أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فألقاها فصارت ثعبانا عظيما مهيبا فَإِذا هِيَ أخذت تَلْقَفُ تبتلع وتلتقم ما يَأْفِكُونَ اى عموم ما يزورونه ويلبسونه سحرا وشعبذة
وبالجملة فَوَقَعَ الْحَقُّ وتحقق الاعجاز وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ من السحر والشعبذة في مقابلته
فَغُلِبُوا اى فرعون وملاؤه هُنالِكَ المجلس وَانْقَلَبُوا ورجعوا منه صاغِرِينَ ذليلين محزونين بعد ما قد خرجوا متكبرين مستعلين
وَبعد ما شاهد السحرة من امر موسى ما شاهدوا وانكشفوا بحقيته وصدقه بجذب رقيق من جانب الحق والهام لطيف تام من لدنه سبحانه لذلك أُلْقِيَ السَّحَرَةُ على الفور ساجِدِينَ متذللين واضعين جباههم على تراب المذلة والهوان وحين سجدوا
قالُوا عن ظهر قلوبهم وكمال إخلاصهم وقبولهم قد آمَنَّا أيقنا وتحققنا بِرَبِّ الْعالَمِينَ
رَبِّ مُوسى وَهارُونَ اى اللذين هما ادعيا الرسالة من لدنه ودعوا الناس الى الايمان به والإطاعة له والتوجه نحوه.
ثم لما رأى فرعون سجود السحرة وسمع ايمانهم قالَ فِرْعَوْنُ مغاضبا لهم مستفهما على سبيل الإنكار والتهديد آمَنْتُمْ بِهِ اى برب موسى وهارون قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ اى قبل ان تشاوروا معى وتعترفوا عندي بغلبته عليكم وقبل ان تستأذنوا منى بالإيمان فظهر من صنيعكم هذا إِنَّ هذا اى ما جاء وظهر به موسى وهارون وادعاؤهما الرسالة والنبوة لَمَكْرٌ حيلة وخديعة عظيمة قد مَكَرْتُمُوهُ أنتم وموسى متفقين فِي الْمَدِينَةِ اى مصر لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها يعنى القبط وتستولوا أنتم وبنو إسرائيل على ملك مصر بهذه

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست